تكريم لثورة في فهم العالم الميكروسكوبي
منحت لجنة نوبل اليوم الثلاثاء جائزة الفيزياء لعام 2024 لكل من العالم البريطاني جون كلارك، والفرنسي ميشال ديفوريه، والأميركي جون مارتينيس، تقديرًا لإنجازاتهم الثورية في مجال فيزياء الكم التي مكنتنا لأول مرة من مراقبة الظواهر الكمومية الغريبة على مستوى العالم المرئي.
منحت اللجنة الجائزة للعلماء الثلاثة تقديرًا لـ “اكتشافهم النفاذ الكمومي الميكانيكي على المستوى الماكروسكوبي وتكميم الطاقة في دائرة كهربائية”. ببساطة، نجح هؤلاء العلماء في تصميم وتنفيذ تجارب استطاعت لأول مرة أن تُظهر سلوكًا كميًا – كان يُعتقد سابقًا أنه محصور في عالم الذرات والجسيمات دون الذرية – في دوائر كهربائية يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وهو ما يشبه رؤية قطة (وهي جسم كبير) تتصرف مثل جسيم كمي.
ويُعد هذا الاكتشاف حجر زاوية في مسيرة العلم، حيث أنه:
1. جسّد الظواهر الكمومية: قدم دليلًا تجريبيًا ملموسًا على ظواهر مثل “التراكب” و”النفاذية” على نطاق كبير.
2. أطلق ثورة التكنولوجيا الكمومية: مهد الطريق مباشرة لتطوير حواسيب كمومية فائقة السرعة، وأجهزة استشعار كمية فائقة الحساسية قد تُستخدم في التصوير الطبي والجيولوجي.
وبهذا الإعلان، ينتقل كلارك وديفوريه ومارتينيس إلى قائمة ألمع العقول التي غيرت فهمنا للكون، مسجلين فصلًا جديدًا في كتاب فيزياء الكم، ومثبتين أن قوانين هذا العالم الغامض لا تحكم فقط عالمًا صغيرًا لا نراه، بل يمكنها أن تظهر في عالمنا اليومي، مما يفتح الباب أمام مستقبل من التكنولوجيا التي كانت حتى الأمس حبيسة الخيال العلمي.