تصاعد التوتر في جنوب السودان: أنصار مشار يدعون لتغيير النظام ومخاوف من عودة الحرب الأهلية
دعا أنصار النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان، ريك مشار، إلى تعبئة عسكرية بهدف “تغيير النظام” في البلاد، مما أثار مخاوف من احتمالية اندلاع نزاع جديد في الدولة الأفريقية الفتية.
اتهامات خطيرة وخلفية أزمة
جاءت هذه الدعوة بعد توجيه اتهامات لمشار وسبعة آخرين بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، حسب ما أعلنته وزارة العدل. ويواجه المتهمون تهماً تتضمن “القتل” و”الإرهاب” و”تمويل أعمال إرهابية” و”الخيانة” و”التآمر”، وهي اتهامات ينفيها أنصارهم.
مخاوف من عودة الحرب الأهلية
أعاد توقيف مشار في مارس الماضي إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية التي استمرت سبع سنوات (2013-2018) بين أنصاره وأنصار الرئيس سلفا كير، والتي أسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص وتشريد 4 ملايين آخرين.
تصعيد في الخطاب السياسي
وصفت “الحركة الشعبية لتحرير السودان” في المعارضة النظام الحالي بأنه “ديكتاتوري وفاسد”، متهمة إياه “بإفشال جهود السلام والاستيلاء على مؤسسات الدولة بطرق غير شرعية”. ودعت الحركة أنصارها إلى “استخدام جميع الوسائل المتاحة لاستعادة الوطن وسيادته”.
اتفاق السلام على المحك
يأتي هذا التصعيد في وقت لا تزال البلاد تعاني من تداعيات اتفاق السلام المبرم عام 2018، الذي أنهى النزاع الدامي ونص على تقاسم السلطة بين الطرفين. واتهم أنصار مشار الحكومة بتدبير “انقلاب سياسي على اتفاق السلام”.
ردود فعل دولية ومحلية
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة، حيث قدرت بعثتها في جنوب السودان مقتل 900 شخص بين يناير ومنتصف أبريل نتيجة الاضطرابات السياسية. ودعت الأطراف إلى “العمل معاً لحل الجمود السياسي والالتزام الكامل بتنفيذ اتفاق 2018”.
من جهته، حاول وزير الإعلام في جنوب السودان، مايكل مكوي، تهدئة المخاوف قائلاً: “لا داعي للقلق… لا حرب أهلية الآن. فلماذا القلق؟”.
خبراء يحذرون من التداعيات
حذر دانييل أكيش، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، من أن البيان المؤيد لمشار يشكل “إنذاراً أحمر” للسلام، مشيراً إلى أن “قواته محشورة في الأصل، وإن كانت قدراتها العسكرية ليست على المستوى المطلوب”.
خلفية الأحداث الأخيرة
شهدت البلاد توترات متصاعدة منذ الهجوم على قاعدة عسكرية في ناصر شمال شرقي البلاد في الثالث من مارس، الذي أودى بحياة أكثر من 250 جندياً، بالإضافة إلى لواء جنوب سوداني وطيار تابع للأمم المتحدة.
تستمر هذه التطورات في دولة انشقت عن السودان وأصبحت مستقلة في عام 2011، ولا تزال تعاني من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية منذ تأسيسها.