صحيفة رؤية صحيفة إخبارية شاملة مملوكة لمؤسسة سيرفس كنترول مدينة إس إل الإسبانية في نسختها العربية تهتم بالشأن العربي عموماً والسعودي والموريتاني خصوصاً ..
مقالات مشابهة
بعد 78 عاماً على قرار التقسيم، تشهد قضية “حل الدولتين” دفعة تاريخية غير مسبوقة، حيث تتوالى الاعترافات الغربية بدولة فلسطين وسط رفض إسرائيلي حاد. هذه النقلة النوعية تأتي نتيجة حراك دبلوماسي قادته السعودية وفرنسا خلال الشهرين الماضيين، مما أعاد إحياء أحد أقدم الحلول المطروحة للنزاع.
رحلة تاريخية متعرجة
يرجع أصل فكرة “حل الدولتين” إلى قرار الأمم المتحدة رقم 181 عام 1947، الذي اقترح إقامة دولتين يهودية وعربية. لكن الحلم الفلسطيني تعرض لنكسة كبرى عام 1948 بعد سيطرة العصابات الصهيونية على 78% من أرض فلسطين التاريخية.
· 1967: شكل عام النكسة منعطفاً محورياً، حيث تحتل إسرائيل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية)، وأصبحت حدود ما قبل هذا التاريخ هي الأساس الذي تستند إليه معظم مبادرات السلام.
· 1993: مثل اتفاق أوسلو بارقة أمل بتأسيس نواة للحكم الذاتي الفلسطيني، لكنه تزامن مع صعود حركات رافضة للتفاوض مثل “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
· 2002: أعادت المبادرة العربية للسلام الأمل بإعلان الدول العربية استعدادها للتطبيع مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية.
الحرب على غزة… دفعة جديدة للحل
يشير الخبيران الدكتور عبد المنعم سعيد (مفكر مصري) وسهيل دياب (محلل فلسطيني) إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أعادت بقوة طرح “حل الدولتين” على الطاولة الدولية، رغم الرفض الإسرائيلي المتشدد.
وتتجلى هذه الدفعة في:
1. إعلان نيويورك (يوليو 2025): الذي وقعته 17 دولة ودعا إلى خطوات ملموسة وسريعة لتطبيق حل الدولتين.
2. اعترافات متتالية: حيث انضمت بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا إلى قائمة 145 دولة تعترف بدولة فلسطين.
3. مؤتمر “تحالف حل الدولتين”: المنتظر في الأمم المتحدة برئاسة سعودية – فرنسية مشتركة، والذي يُتوقع أن يدفع نحو تسوية تاريخية.
سيناريوهات المستقبل
يطرح الخبيران سيناريوهين محتملين للمرحلة المقبلة:
· السيناريو الأول (الأكثر ترجيحاً): قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح على حدود 1967، مع ضمانات أمنية لإسرائيل وإدماجها في الإقليم في إطار “اعتراف مقابل تطبيع”.
· السيناريو الثاني (الكارثي): استمرار الاحتلال ومحاولة السيطرة الكاملة على أرض فلسطين التاريخية عبر التهجير.
ويخلص الخبراء إلى أن الزخم الدولي الحالي والوعي العالمي بمخاطر تأخير الحل يجعلان السيناريو الأول هو الأكثر احتمالاً، في محاولة لإنهاء صراع دفع العالم ثمنه لعقود.
