صحيفة رؤية صحيفة إخبارية شاملة مملوكة لمؤسسة سيرفس كنترول مدينة إس إل الإسبانية في نسختها العربية تهتم بالشأن العربي عموماً والسعودي والموريتاني خصوصاً ..
مقالات مشابهة
تُعد فصيلة الدم “Rh-null” من أندر الفصائل في العالم، حيث لا يحملها سوى حوالي 50 شخصاً معروفاً. يُطلق عليها في الأوساط العلمية اسم “الدم الذهبي” نظراً لقيمتها الاستثنائية وإمكاناتها في إنقاذ الأرواح، خاصة في حالات الطوارئ ونقل الدم.
لماذا تُعتبر هذه الفصيلة “ذهبية”؟
يكمن سر قيمة هذه الفصيلة في غياب كامل لمستضدات نظام “Rh” البالغة حوالي 50 مستضداً على سطح خلايا الدم الحمراء. هذا الغياب التام يجعلها متوافقة مع مجموعة واسعة جداً من الفصائل الأخرى. في حالات الطوارئ القصوى، عندما لا يكون هناك وقت لمعرفة فصيلة دم المريض، يمكن نقل فصيلة O Rh-null بأقل قدر من المخاطر.
التحدي: البحث عن متبرع نادر
يواجه حاملو هذه الفصيلة النادرة تحدياً كبيراً عند احتياجهم لنقل دم، حيث تكون فرص العثور على متبرع متطابق شبه مستحيلة. لذلك يُنصحون عادةً بتخزين دمائهم مجمدة للاستخدام الشخصي في المستقبل.
الحل العلمي: هندسة “الدم الشامل” في المختبر
يسعى العلماء حول العالم إلى إنتاج هذه الفصيلة النادرة معملياً عبر تقنيات متطورة، أبرزها:
1. تحرير الجينات (CRISPR-Cas9): يعمل البروفيسور آش توي وفريقه في جامعة بريستول على حذف الجينات المسؤولة عن إنتاج المستضدات في خمسة أنظمة دم رئيسية، بهدف إنشاء خلايا دم حمراء “فائقة التوافق” تشبه فصيلة Rh-null.
2. الخلايا الجذعية: يستخدم باحثون آخرون، مثل غريغوري دينوم، الخلايا الجذعية المستحثة لإنشاء فصائل دم نادرة مخصصة، بما في ذلك Rh-null.
التحديات المستقبلية
رغم التقدم العلمي الواعد، لا تزال هناك عقبات كبيرة تواجه إنتاج الدم المزروع معملياً على نطاق واسع، منها:
· صعوبة replicating عملية نضج خلايا الدم الحمراء خارج الجسم.
· التكلفة العالية للإنتاج مقارنة بالتبرع التقليدي.
· الضوابط الصارمة على تقنيات تعديل الجينات.
الأمل المستقبلي
يشارك البروفيسور توي حالياً في قيادة تجربة “RESTORE”، وهي أول تجربة سريرية في العالم لاختبار سلامة نقل خلايا دم حمراء مُنمّاة في المختبر. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً، إلا أن هذا البحث يبعث الأمل في إنقاذ حياة آلاف الأشخاص، خاصة أصحاب الفصائل النادرة الذين يعانون من صعوبة الحصول على الدم المناسب.
