الأحد , أكتوبر 19 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار دولية / انقلاب عسكري في مدغشقر: وحدة النخبة تستولي على السلطة بعد عزل البرلمان للرئيس راجولينا وسط أزمة سياسية متصاعدة

انقلاب عسكري في مدغشقر: وحدة النخبة تستولي على السلطة بعد عزل البرلمان للرئيس راجولينا وسط أزمة سياسية متصاعدة

في تطور دراماتيكي أشعل فتيل أزمة سياسية حادة، أعلنت وحدة النخبة في الجيش المدغشقري، المعروفة باسم “فيلق الأفراد والخدمات الإدارية والتقنية”، استيلاءها على السلطة في البلاد. وجاء هذا الإعلان الثلاثاء، بعد ساعات فقط من قرار الجمعية الوطنية عزل الرئيس أندري راجولينا متهمة إياه “بالتهرب من واجباته”، في مشهد يذكر بالأزمات السياسية التي طالما عصفت بالجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.

وتولى الكولونيل ميكاييل راندريانيرينا، قائد الوحدة العسكرية المتمردة، الإعلان عن الاستيلاء على السلطة، حيث توجه إلى وسائل الإعلام الدولية وتلا بياناً رسمياً أمام ممثلي وكالة الصحافة الفرنسية، معلناً بوضوح انتهاء صلاحية النظام الحالي وانتقال السلطة إلى القيادة العسكرية للوحدة.

وأطلقت الأزمة شرارتها الأولى عندما أصدر الرئيس راجولينا، عبر الصفحة الرسمية للرئاسة على منصة “فيسبوك”، مرسومين مثيرين للجدل:

· الأول: حل الجمعية الوطنية (البرلمان).
· الثاني: تعيين سيدة في منصب مستشارة خاصة للرئيس مكلفة بالعلاقات مع المؤسسات.

ورداً على هذه الخطوة، عقدت الجمعية الوطنية جلسة طارئة واتخذت قراراً بعزل الرئيس راجولينا، معتبرة أن تصرفاته تجاوزت الصلاحيات الدستورية.

ومن جانبه، سبق راجولينا قرار العزل ببيان نشره أيضاً على “فيسبوك”، وصف فيه أي اجتماع للبرلمانيين بأنه “لا يستند إلى أي أساس قانوني ويُعد مخالفاً لأحكام الدستور”، مؤكداً أن أي قرارات صادرة عنه “باطلة ولاغية”. كما ألقى الرئيس ليلة الاثنين خطاباً مطولاً من “مكان آمن” زعم أنه انتقل إليه بعد تعرضه “لمحاولة اغتيال”، مؤكداً أنه لم يستقل ولم يتوقف عن “البحث عن حلول” داعياً إلى “احترام الدستور”.

وأضافت التقارير الإعلامية الدولية طبقة أخرى من الغموض على الأزمة، حيث أشارت إذاعة فرنسا الدولية يوم الاثنين إلى أن الرئيس راجولينا “فرَّ” من البلاد يوم الأحد على متن “طائرة عسكرية فرنسية”، دون التأكد من وجهته النهائية.

ولا تأتي هذه التطورات الانقلابية في فراغ سياسي، فقد تشهد مدغشقر منذ 25 سبتمبر الماضي موجة احتجاجات شعبية واسعة قادها شباب “جيل زد”، بدأت كاحتجاجات على انقطاع خدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، ثم تحولت سريعاً إلى مطالب سياسية بإسقاط النظام بأكمله. وقد اكتسبت هذه الاحتجاجات زخماً غير مسبوق عندما انضمت إليها وحدة عسكرية متمردة أعلنت في وقت سابق سيطرتها على جميع القواعد العسكرية في البلاد، مما مهد الطريق للمشهد الحالي الذي تدور رحاه في شوارع أنتاناناريفو ومؤسسات الحكم فيها.

عن خديجة السالم

شاهد أيضاً

مالطا تفتح أبوابها للعمالة الموريتانية: اتفاقية جديدة في إطار التوسع الأوروبي لاستقطاب الكفاءات

في تطور جديد يعكس تزايد الطلب الأوروبي على الكفاءات الموريتانية، أعلنت وزارة الوظيفة العمومية والعلم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *