مجزرة مروعة تهز دارفور بعدما شنّت قوات الدعم السريع هجمات عنيفة استهدفت مخيماً للنازحين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي تعاني من حصار خانق منذ أكثر من عام.
أفادت مصادر محلية وتقارير حقوقية بأن الهجوم الذي وقع ليل الجمعة السبت شمل غارات بطائرات مسيرة وقذائف مدفعية حارقة، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال وكبار السن. وأشارت تقارير أولية إلى سقوط ستين قتيلاً على الأقل، لقي العديد منهم حتفهم حرقاً أو اختناقاً تحت أنقاض منازلهم المدمرة.
وصرحت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بأن الوضع الإنساني في المدينة قد تجاوز حد الكارثة، مع استمرار القصف العشوائي الذي أودى بحياة المئات خلال الأيام الماضية. كما حذر مدير منظمة الصحة العالمية من تفاقم المأساة بعد تعرض مستشفى الولادة السعودي – المستشفى الوحيد العاملة في المدينة – لثلاث هجمات متتالية منذ بداية أكتوبر، ما أدى إلى تدمير مرافقه الحيوية واستشهاد ستة أشخاص بينهم أطفال.
وتواجه الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، حصاراً شديداً تفرضه قوات الدعم السريع منذ أبريل 2024، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة ونقص حاد في المواد الغذائية. وفي الوقت نفسه، تشهد المدينة تصعيداً عسكرياً ملحوظاً مع تكثيف القصف المدفعي واستخدام الطائرات المسيرة بشكل عشوائي.
على الصعيد الدولي، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة من تدهور الأوضاع في المخيمات، بينما رحبت الحكومة الموازية الموالية لقوات الدعم السريع بمبادرة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات. كما اتهم مسؤول في المجلس الرئاسي التابع لحكومة الدعم السريع التيار الإسلاموي بعرقلة مسار السلام، معرباً عن استعداد قواته لمواصلة القتال في حال رفض المقترحات الدولية.