تُواجه موريتانيا تفشّيًا متزايدًا لوباء حمّى الوادي المتصدّع، حيث أعلنت وزارة التنمية الحيوانية عن تسجيل 19 بؤرة للمرض في 16 مقاطعة موزّعة على 8 ولايات، وذلك منذ رصد أول حالة في منتصف سبتمبر الماضي.
وكانت البؤرة الأولى قد سُجّلت في قرية الشام بولاية البراكنة يوم 15 سبتمبر 2025، لتتوالى بعدها ظهور البؤر في مناطق متفرقة. وأوضحت الوزارة أن عمليات الرصد والتقصّي أسفرت عن تحليل 334 عينة، كانت 90 منها إيجابية، بينما تم نفي الشبهة في 8 بؤر مشتبه بها.
ولمواجهة هذا الانتشار، باشرت السلطات الموريتانية مبكرًا – منذ أغسطس الماضي – بتنفيذ خطة للرصد المبكر شملت تجهيز 32 قطيعًا كاشفًا من المجترات الصغيرة في المناطق الرطبة، مما ساهم في كشف بؤرتي “مكطع لحجار” و”تامشكط” باكرًا.
وبمجرد ظهور أول إصابة، قامت المصالح البيطرية المركزية والجهوية برفع درجة اليقظة، وعزّزت عمليات المتابعة والتقصّي والإبلاغ السريع، مع تكثيف جمع العينات وإرسالها للمختبر المرجعي في نواكشوط لتأكيد النتائج أو نفيها.
ويُذكر أن حمّى الوادي المتصدّع مرض فيروسي حيواني المنشأ، ينتقل أساسًا عبر البعوض، ويمكن أن ينتقل إلى البشر من خلال الاتصال المباشر بأنسجة أو سوائل الحيوانات المصابة، أو عبر استهلاك لحومها وألبانها الملوثة.