في تطور مفاجئ، كشفت تقارير إعلامية أمريكية وإيرانية عن بدء إدارة الرئيس دونالد ترمب، يوم الثلاثاء، عملية ترحيل استثنائية لنحو 400 مواطن إيراني إلى بلدهم، في خطوة تُمثل لحظة تعاون نادرة بين البلدين اللذين تتسم علاقتهما بالتوتر الشديد، خاصة حول الملف النووي.
رحلات الترحيل تبدأ
أفادت التقارير بأن الرحلة الجوية الأولى، التي تقل حوالي 120 شخصاً، أقلعت من ولاية لويزيانا الأمريكية متجهة إلى إيران عبر قطر. وجاءت هذه الخطوة بعد أشهر من المفاوضات بين الطرفين، وفقاً لمسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الموضوع.
صراع بين الأولويات
أبرزت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه العملية تضع نُصب العينين أولويتين متعارضتين للإدارة الأمريكية: فهي من ناحية تلتزم بسياسة الرئيس ترمب الصارمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ومن ناحية أخرى تتحدى تقليداً أمريكياً راسخاً بالترحيب باللاجئين والمعارضين الإيرانيين منذ ثورة 1979.
من هم المرحلون؟
أوضح التلفزيون الرسمي الإيراني، نقلاً عن مسؤول بوزارة الخارجية، أن غالبية هؤلاء المرحلين دخلوا الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية بشكل غير قانوني، بينما واجه آخرون مشاكل في تأشيرات الهجرة. ونقلت التقارير عن مسؤولين أن بينهم رجالاً ونساءً، بعضهم أزواج، وأن بعضهم وافق على المغادرة طوعاً بعد فترة احتجاز، بينما قُيد ترحيل الآخرين.
مخاوف وانتقادات
مع ذلك، أثارت العملية موجة من الانتقادات والمخاوف:
· مخاوف للمرحلين: عبّر بعض المرحلين عن “خوف حقيقي” من العودة إلى إيران، التي تواجه اتهامات متكررة بقمع المعارضين والنشطاء والأقليات.
· انتقادات لسياسة الترحيل: يُعد هذا الترحيل أحد أبرع الجهود التي تبذلها إدارة ترمب لترحيل المهاجرين بغض النظر عن أوضاع حقوق الإنسان في بلدانهم الأصلية، وهي سياسة سبق وأن أثارت دعاوى قضائية من مدافعين عن حقوق المهاجرين.
خلفية الاستثناء
تُبرز هذه الصفقة التحديات اللوجستية التي تواجهها الولايات المتحدة في ترحيل مهاجرين إلى دول مثل إيران، التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية كاملة، مما كان يُجبر السلطات سابقاً على احتجازهم لفترات طويلة أو إطلاق سراحهم. ويشكل هذا الرقم أعلى عدد يتم ترحيله إلى إيران منذ سنوات.
هكذا، وفي خضم أزمة اقتصادية وسياسية خانقة في طهران، وموجة تواصل متصاعد بين واشنطن وتل أبيب تجاه البرنامج النووي الإيراني، تبرز هذه العملية كفصل غريب في كتاب العلاقات الأمريكية – الإيرانية المتشابكة والمعقدة.