شكلت قضية إنهاء الحرب في غزة وتمهيد الطريق لحل الدولتين المحور المركزي للجهود الدبلوماسية على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
“إعلان نيويورك”: إطار دولي للسلام
توجت هذه الجهود بإصدار “إعلان نيويورك”، الذي حظي بتأييد 142 دولة. وقد انبثق الإعلان عن مبادرة مشتركة أطلقتها المملكة العربية السعودية وفرنسا، وشكلت إطاراً عمل للجهود الدولية، حيث جاء متوافقاً في جوانب عدة مع المساعي الأمريكية التي قادها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، والذي قدم بدوره خطة من 21 نقطة.
كما شهدت الفترة ذاتها موجة من الاعترافات التاريخية بالدولة الفلسطينية من 11 دولة، رفعت العدد الإجمالي للدول المعترفة إلى 160 دولة.
محاور إعلان نيويورك الرئيسية:
1. وقف إطلاق النار: دعا الإعلان إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق جميع الرهائن، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإدخال المساعدات الإنسانية.
2. الحل السياسي: أكد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى جانب الضفة الغربية، مع معارضة أي إجراءات تقوض هذا الهدف كالاحتلال والتهجير.
3. الترتيبات الأمنية الانتقالية: اقترح إنشاء “لجنة إدارية انتقالية” في غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية، ونشر “بعثة أممية لتحقيق الاستقرار” لحماية المدنيين ودعم سلطة القانون.
4. الرؤية الشاملة للسلام: دعا إلى تعزيز الاعتراف المتبادل والتعايش السلمي بين جميع دول المنطقة، بما يمهد الطريق لتحقيق سلام شامل وعادل.
التقاطع مع المبادرة الأمريكية:
كشفت التسريبات عن تقارب كبير بين بنود “إعلان نيويورك” والخطة الأمريكية التي قدمها الرئيس ترامب، حيث تدعو الخطة الأمريكية أيضاً إلى وقف النار والإفراج عن الرهائن، وإنهاء دور “حماس” العسكري في القطاع.
دور توني بلير المثير للجدل:
أثارت المقترحات الأمريكية حول تشكيل “سلطة انتقالية دولية” في غزة بإشراف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، حالة من الجدل بسبب موقفه التاريخي المؤيد لإسرائيل ودوره المثير للجدل في غزو العراق عام 2003
وأبرزت التطورات في نيويورك وجود إجماع دولي متجدد على ضرورة إنهاء الحرب في غزة والعودة إلى حل الدولتين كمسار وحيد للسلام، مع ظهور مبادرات متعددة ومتقاربة في خطوطها العريضة لتحقيق هذا الهدف.