الثلاثاء , أكتوبر 14 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار دولية / التحدي الخفي للناتو: لماذا لا تكفي الأموال وحدها لردع روسيا؟

التحدي الخفي للناتو: لماذا لا تكفي الأموال وحدها لردع روسيا؟

كشف تقرير لمجلة “ناشيونال إنتريست” الأمريكية عن تحدٍ وجودي يواجه حلف شمال الأطلسي (ناتو)، يتمثل في عجزه عن سد النقص الحاد في الأفراد العسكريين المدربين، مما يهدد بضعف قدراته الدفاعية رغم تزايد الإنفاق العسكري للحلفاء.

وأوضح التقرير الذي شارك في إعداده أليكس واجنر، المساعد السابق لوزير سلاح الجو الأمريكي لشؤون القوى البشرية، وكريستن تايلور، المديرة المساعدة في المجلس الأطلسي، أن تحويل الأموال إلى قوة عسكرية فاعلة هو التحدي الحقيقي. وأكد الباحثان أن زيادة الميزانيات الدفاعية وحدها لا تكفي لضمان أمن الحلف ما لم تدعم بجنود قادرين على تشغيل المنظومات المتطورة وردع التهديدات.

 

وجاء التقرير في أعقاب حادثة دلت على جرأة Moscow، حيث أسقطت بولندا – وهي دولة عضو في الناتو – طائرات مسيرة روسية اخترقت مجالها الجوي، مما مثل أول مواجهة مباشرة من هذا النوع في تاريخ الحلف. وفضلاً عن كشف الحادث عن استعداد روسيا لاختبار دفاعات الناتو، فإنه أبرز هشاشة أعمق تتمثل في النقص المتزايد في العنصر البشري.

وحذر التقرير من أن الحلف يفتقر حاليًا إلى العدد الكافي من الأفراد لتنفيذ خططه الدفاعية أو الوفاء بالتزاماته التي أعلنها في قمة يونيو الماضي. وتواجه غالبية الدول الأعضاء صعوبات جمة في تجنيد واحتفاظ العسكريين المؤهلين لمواجهة جيش روسي لا يزال يعتمد على الكم البشري.

 

وتتفاقم الأزمة بسبب عاملين رئيسيين:

1. التراجع الديموغرافي: تشهد أوروبا انخفاضاً في عدد المواليد، مما يقلص من قاعدة التجنيد المحتملة.
2. الفجوة بين المدني والعسكري: أدت عقود السلام بعد الحرب الباردة إلى ابتعاد الشباب الأوروبي عن فكرة الخدمة العسكرية.

ورغم أن الدول الأعضاء تتجه لالتزام جديد بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، يشير التقرير إلى أن سد فجوة الأفراد قد يكون أصعب من توفير التمويل، حيث تستهلك شؤون القوى البشرية نسبة كبيرة من الميزانيات الدفاعية قد تصل إلى 60% كما في إيطاليا.

 

سلط التقرير الضوء على ثلاثة نماذج توضح حجم التحدي:

· ألمانيا: تعوق المقاومة الثقافية للخدمة العسكرية طموحات برلين في بناء “أقوى قوة مسلحة” في أوروبا. فالخطة لزيادة عدد الجنود بـ 30 ألفًا تواجه شحًا في الراغبين بالانضمام، مما يؤثر حتى على المشاركة في بعثات حفظ السلام.
· النرويج: رغم وجود خدمة إلزامية محترمة، تعاني أوسلو من صعوبة تحويل المجندين إلى محترفين في الخدمة طويلة الأجل. كما أن صغر حجم السكان (5.6 مليون) يحد من القدرة على التوسع.
· إيطاليا: تُعد التحديات المالية الأبرز، حيث لا تنافس رواتب العسكريين أجور القطاع الخاص أو الوظائف المدنية، مما يقلل من الحوافز. ويترافق هذا مع انخفاض الدعم الشعلي، حيث قال 16% فقط من الإيطاليين إنهم مستعدون للقتال من أجل بلادهم.

 

وليس التحدي مقصوراً على أوروبا، فالولايات المتحدة تواجه ضغوطاً ديموغرافية مماثلة. ويخلص التقرير إلى أن معالجة الفجوة البشرية تتطلب من حلفاء الناتو تبني استراتيجيات مبتكرة وجريئة لتحديث سياسات التجنيد، وتوسيع قاعدة البحث عن المواهب، وتعزيز ثقافة الخدمة. فقوة الحلف الحقيقية لن تأتي من الشيكات المالية الضخمة alone، بل من موازنتها باستثمار مماثل في رأس المال البشري الكافي والنوعي.

عن خديجة السالم

شاهد أيضاً

انقلاب عسكري في مدغشقر: وحدة النخبة تستولي على السلطة بعد عزل البرلمان للرئيس راجولينا وسط أزمة سياسية متصاعدة

في تطور دراماتيكي أشعل فتيل أزمة سياسية حادة، أعلنت وحدة النخبة في الجيش المدغشقري، المعروفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *