الأربعاء , أكتوبر 15 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار الفن / عندما تتحول الدراما إلى مرآة اجتماعية.. “فبراير الأسود” و”سوء المناخ” ينقلان الواقع الاقتصادي إلى الشاشة

عندما تتحول الدراما إلى مرآة اجتماعية.. “فبراير الأسود” و”سوء المناخ” ينقلان الواقع الاقتصادي إلى الشاشة

لا يقتصر دور الأعمال الدرامية على الترفيه فحسب، بل يمكن أن تكون أداة قوية لتسليط الضوء على القضايا المجتمعية الهامة. فمن خلال عكس واقع المجتمعات، تنجح هذه الأعمال في جذب انتباه المشاهدين وزيادة تفاعلهم، كما تساهم في رفع مستوى الوعي وتقديم رؤى عميقة تساعد على فهم التحديات والتعلم من الدروس السابقة، مما يوجه الجمهور نحو تحقيق طموحاتهم بطرق عملية واقعية بدلاً من الانجراف وراء الأوهام.

وهذه الأفكار كانت تدور في ذهني أثناء متابعتي للمسلسل السعودي “فبراير الأسود” على منصة شاهد، الذي يمثل العودة الدرامية للنجم ناصر القصبي. يتناول العمل قضية انهيار السوق المالية السعودية عام 2006، مُظهراً تداعياته الاقتصادية والنفسية على الأفراد الذين استثمروا في الأسهم. اعتمد صناع العمل على أسلوب “الكوميديا السوداء” لتقديم رسالة نقدية حول مخاطر الطمع وكيف يمكن أن تتحطم الأحلام أمام أعيننا دون قدرة على الفعل.

ويتميز المسلسل – والمكون من 10 حلقات – بواقعيته العميقة، حيث يقدم تأليف ناصر العزاز وإخراج عمرو صلاح عملاً يستحق الإشادة لإعادة طرح قضية تاريخية بأسلوب مميز. يساهم العمل في توعية الجمهور بأهمية الحذر في الاستثمار وتجنب المخاطر غير المحسوبة، مما يجعله تجربة ثرية تخلق وعياً جماعياً بأهمية التعامل الرشيد مع الأسواق المالية.

ويذكرنا “فبراير الأسود” بتجربة درامية خليجية مماثلة، وهي المسلسل الكويتي “سوء المناخ” الذي عُرض في أبريل الماضي على تلفزيون الكويت. قدّم هذا العمل – من تأليف وإخراج رمضان خسروه – رؤية واقعية لأزمة سوق المناخ في الكويت خلال الثمانينيات، بمشاركة نخبة من نجوم الخليج. استطاع المسلسل نقل تفاصيل الحقبة بدقة، من خلال الديكورات والأجواء التي جسدت الحياة الاجتماعية والاقتصادية آنذاك، مما ساعد الأجيال الجديدة على فهم تلك المرحلة التاريخية.

ويمثل كل من “فبراير الأسود” و”سوء المناخ” نموذجاً متميزاً للدراما الهادفة، حيث نجحا في تقديم رسالة توعوية مشتركة حول أهمية التوازن والتحذير من مخاطر الطمع في التعامل مع الأسواق المالية. هذه الأعمال لا تسلط الضوء على الماضي فحسب، بل تعمل كجرس إنذار للحاضر والمستقبل، مما يستحق عليهما الشكر والتقدير. فالشكر موصول للقائمين على هذين العملين اللذين قدما نموذجاً راقياً للفن الذي يلامس الواقع ويخدم المجتمع.

عن زهور عبدالله

شاهد أيضاً

صابرين تلهب السباق السينمائي.. 4 أفلام بين التصوير والانتظار

تشهد الفنانة صابرين فترة فنية شديدة النشاط، حيث تشارك حاليًا في تصوير فيلمين جديدين، بينما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *