
شهدت الساحة الدولية تطوراً تاريخياً يوم الأحد مع إعلان أربع دول أوروبية وكومنولثية اعترافها بدولة فلسطين بشكل متزامن، في خطوة غير مسبوقة تسبق انعقاد مؤتمر “حل الدولتين” في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الدول المعترفة ومواقفها:
المملكة المتحدة أعلنت عن تحول جذري في سياستها الخارجية عبر اعترافها بدولة فلسطين، حيث أكد رئيس الوزراء كير ستارمر أن هذه الخطوة تهدف إلى إحياء الأمل بالسلام للفلسطينيين والإسرائيليين. من جانبها، أعلنت كندا اعترافها بدولة فلسطينية، معربة عن قناعتها بأن إسرائيل تعمل بشكل ممنهج لمنع قيام دولة فلسطينية. كما انضمت أستراليا إلى هذه الموجة من الاعترافات، مشيرة إلى أن قرارها يأتي في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق حل الدولتين. وأكدت البرتغال أن اعترافها بدولة فلسطين يمثل تنفيذاً لسياسة أساسية وثابتة تحظى بقبول واسع.
الردود الرسمية:
رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذه الاعترافات، معتبراً إياها خطوة مهمة على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية. وشدد على أن الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
من جهة أخرى، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقاومة هذه الخطوات، واصفاً إياها بمكافأة للإرهاب. وأعلن عن نيته لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد مؤتمر الأمم المتحدة لمناقشة هذه التطورات.
المؤتمر الدولي:
يعقد المؤتمر برئاسة سعودية-فرنسية مشتركة، ويهدف إلى تفعيل “إعلان نيويورك” الذي صادقت عليه 142 دولة الأسبوع الماضي. ويركز المؤتمر على خطة عملية لوقف الحرب في غزة وتنفيذ حل الدولتين، بما في ذلك إنشاء لجنة إدارية انتقالية وقوة استقرار برعاية الأمم المتحدة.
خلفية الأحداث:
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الأمم المتحدة تراجعاً في نفوذها بسبب الخلافات الدولية، خاصة مع انخفاض المساهمة المالية الأمريكية في ميزانية المنظمة الدولية. ورغم المعارضة الأمريكية والإسرائيلية، تشهد القضية الفلسطينية زخماً دولياً متصاعداً، حيث ارتفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 153 دولة.
يجمع المؤتمر الدولي قادة العالم في لحظة تاريخية قد تشكل نقطة تحول في المسار السياسي للقضية الفلسطينية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.