طالب الدفاع المدني في غزة، دول العالم والإنسانية الدولية، إلى التدخل العاجل لإيقاف “الجنون الإسرائيلي الأعمى”، في ظل حالة من الذعر الشديد التي تسود الأهالي المشردين في مدينة غزة، مع عدم وجود مراكز إيواء تتضمن أدنى مقومات الأمن والسلامة.
وأضاف البيان الذي صدر السبت، أن مدينة غزة تشهد حالياً “استهدافات وتدميراً واسعاً لما تبقى من مبانٍ سكنية لإجبار المواطنين على مغادرتها، تنفيذا لسياستها الهادفة إلى إفراغ المدينة من أهلها نحو ما تسميها المنطقة الإنسانية الضيقة جنوب قطاع غزة”.
وقال الدفاع المدني إن سكان مدينة غزة يتعرضون الآن إلى “التطهير العرقي”، وإن القصف الإسرائيلي للمدارس التي تؤوي النازحين والمباني السكنية المقامة وسط الأحياء المكتظة، وصل إلى مستوى “الجنون الأعمى”، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين وإصابة مئات آخرين.
وذكرت وكالات محلية أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت ثلاث مدارس تابعة للأونروا في مدينة غزة، وهي مدارس “الست سورة”، و”العالية”، و”شحيبر” في مخيم الشاطئ للاجئين، الذي كان يلجأ إليه آلاف النازحين بعد فرارهم من هجمات سابقة.
وقالت أولغا شيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن الممارسات الإسرائيلية تُعدّ بمثابة “حكم بالإعدام على مدينة غزة”، مضيفةً أن السكان يواجهون خيار “المغادرة أو الموت تحت القصف”.
وأفادت تقارير بمقتل العشرات جراء القصف الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة منذ صباح السبت، بينهم عائلة مكونة من عشرة أفراد، منهم امرأة وأطفالها الثلاثة. كما استهدفت الغارات مدرسةً ومبنىً شاهقاً آخر، يقول الجيش الإسرائيلي إن حماس كانت تستخدمه.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) السبت، نقلاً عن مصادر طبية، إن 27 فلسطينيا، بينهم 16 من مدينة غزة، قتلوا في إطلاق نار وعمليات قصف نفذها الجيش الإسرائيلي، في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأضافت الوكالة أن القوات الإسرائيلية دمرت كذلك برج النور في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن بنوك الدم في المستشفيات تعاني من “نقص حاد وخطير” في وحدات الدم ومكوناته، حيث يزيد الاحتياج اليومي عن 350 وحدة دم.
وأضحت الوزارة تراجع مصادر تعزيز أرصدة وحدات الدم، بما فيها حملات التبرع، نظراً لتفشي المجاعة وسوء التغذية، موجهة نداء عاجلاً إلى الجهات المعنية لتلبية احتياجاتها لإنقاذ الحياة.
وفي بيانها اليومي، أفادت وزارة الصحة بأن مستشفياتها استقبلت 47 قتيلاً، بينهم 5 ممن تصفهم بـ”شهداء لقمة العيش” الذين يحاولون تلقي المساعدات الإنسانية، وإصابة 205 خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 64.803 قتيلاً فلسطينياً و164.264 مصاباً منذ اندلاع الحرب في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت، أن أكثر من 250 ألف شخص غادروا مدينة غزة إلى مناطق أخرى من القطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ تكثيف هجومه على أكبر مركز حضري في غزة.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على قناة إكس: “بحسب تقديرات جيش الدفاع الإسرائيلي، غادر أكثر من ربع مليون من سكان مدينة غزة المدينة حفاظاً على سلامتهم”.
قمة عربية إسلامية
وعلى الصعيد السياسي، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، السبت، أن الدوحة تُستضيف يوم الاثنين المقبل، القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي ستناقش مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر.
وقال الأنصاري إنّ القمة تُعقد في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة، مشيراً في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، إلى أنّ القمة ستناقش مشروع القرار المقدم من الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية الذي سينعقد الأحد.
وأكد الأنصاري أن انعقاد القمة العربية الإسلامية في هذا التوقيت، “له معانٍ ودلالات عدة، ويعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل”.