في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بتوثيق التاريخ الوطني وتعزيز الهوية السعودية، أطلقت دارة الملك عبدالعزيز دليلا معرفيا للمحتوى التاريخي لليوم الوطني، إذ يُعد مرجعًا للباحثين والإعلاميين والمهتمين بتاريخ المملكة، بحسب الدارة.
مرجع شامل لليوم الوطني
تؤكد الدارة أن هذا الدليل يأتي بمناسبة اليوم الوطني الـ95 عام 2025م، ليضم بين صفحاته المكونة من 97 صفحة معلومات أساسية وموثقة يمكن الاعتماد عليها عند إعداد المواد الإعلامية والتثقيفية الخاصة بهذه المناسبة. ويغطي الدليل مختلف الجوانب المرتبطة بمسيرة التوحيد التي أعلنها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في 23 سبتمبر 1932م، حين توحدت أرجاء البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية.
مضامين غنية ومتنوعة
تتنوع موضوعات الدليل بين رموز الدولة الوطنية مثل العلم السعودي الذي ارتبط براية التوحيد منذ عهد الدولة السعودية الأولى، والنشيد الوطني الحالي الذي اعتمد رسميًا في عام 1984م، مرورًا بسير ملوك المملكة منذ عهد المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصولًا إلى أقوال الملوك بمناسبة اليوم الوطني، وإبراز العادات والتقاليد والقيم التي تمثلت في 7 قيم، منها الكرم والولاء والتكافل، وإيضاح الأوسمة الوطنية، وأبرز الإنجازات التنموية التي شهدتها البلاد.
كما يتضمن الدليل قصائد شعرية ومواقف مؤثرة من حياة الملك عبدالعزيز، إضافة إلى نماذج من المناسبات الوطنية التي شهدتها المملكة في عهده، لتشكل مادة ثرية تعكس أبعاد الشخصية القيادية للمؤسس وعلاقته الوثيقة بشعبه إلى جانب استعراض حياة مؤسس الدولة السعودية الثالثة، وذكرت الدارة منها حرصه على حضور سباقات الخيل، ومباريات كرة القدم، والمشاركة في فعاليات شعبية كالعرضة السعودية إلى جانب خروجه في رحلات “الصيد والقنص”.
إبراز العمق التاريخي
وترى دارة الملك عبدالعزيز أن هذا الإصدار يهدف إلى “إبراز العمق التاريخي للمملكة منذ نشأتها حتى يومنا هذا وما حققته من وحدة وأمن واستقرار، وما وصلت إليه من بناء وتنمية عبر العصور”، إذ أسّس الملك عبد العزيز قيام دولة ذات حضور إقليمي ودولي بارز، وجعل من الوحدة السعودية نموذجًا فريدًا في الاستقرار والبناء.
أوليّات في عهد المؤسس
شهد عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، سلسلة من “الأوليات” التي أرست ملامح الدولة السعودية الحديثة، وأسست لمسارها المؤسسي والتنظيمي. ففي عام 1330هـ (1912م) أُنشئت أول هجرة منظمة لتوطين القبائل في مدينة الأرطاوية التابعة لمحافظة المجمعة، ثم جاءت موافقته عام 1343هـ (1925م) على تأسيس أول شركة لنقل الحجاج من الموانئ إلى مكة المكرمة، أعقبها خطابه التاريخي في افتتاح المؤتمر الإسلامي الأول بمكة عام 1344هـ (1926م). وفي العام نفسه، أُرسلت أول برقية من أبها بعد تركيب جهاز لاسلكي فيها، قبل أن يشهد عام 1346هـ (1927م) حدثين بارزين تمثّلا في إنشاء أول مستوصف صحي بأبها، وصناعة أول قماش لكسوة الكعبة المشرفة من الحرير الأسود داخل المملكة. كما وُثّق تأسيس أول صحيفة رسمية للدولة حملت اسم “أم القرى” عام 1343هـ (1924م)، لتشكل جميعها محطات مفصلية في مسيرة بناء مؤسسات الدولة الحديثة.

خدمة الإعلام والبحث
إلى جانب قيمته التاريخية، يشكل الدليل أداة عملية للإعلاميين والباحثين والمهتمين، إذ يوفر معلومات موثوقة يمكن الاستفادة منها في صياغة الأخبار والتقارير، أو في إثراء المناهج والمحتوى الثقافي المرتبط باليوم الوطني. وتؤكد الدارة أن هذه الخطوة تأتي امتدادًا لدورها في حفظ التراث الوطني وتوثيقه وصونه.