الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / الصحه / «اللقاح العنصري».. التصنيع في أفريقيا والتلقيح من نصيب الأوروبيين

«اللقاح العنصري».. التصنيع في أفريقيا والتلقيح من نصيب الأوروبيين

انتقدت صحيفة «الغارديان» البريطانية مساعي الحكومات الغربية لبدء حملات تلقيح سكانها ضد فيروس كورونا بالجرعات المعززة بينما لا يزال الملايين في أفريقيا غير محميين تماماً من مخاطر الوباء.

وقالت الصحيفة في مقال لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق، جوردون براون، إن الغرب فشل في الوفاء بوعده بالتوزيع العادل للقاحات، حيث تم شحن ملايين اللقاحات المصنعة في أفريقيا والتي كان من المفترض أن تنقذ حياة الأفارقة إلى أوروبا في الأسابيع الأخيرة.

وقال براون إنه علم من القادة الأفارقة أن نحو 10 ملايين جرعة من لقاح جونسون آند جونسون تم تجهيزها في مصنع آسبن في جنوب أفريقيا سيتم تصديرها إلى أوروبا، في نفس الوقت الذي تكافح فيه أفريقيا أكثر موجات الفيروس عدوى وفتكاً حتى الآن.

وطالب براون بأن يكون الحصول على اللقاحات في جميع أنحاء العالم أمراً سهلاً، منتقداً ما وصفه بقومية اللقاح – والنهج الاستعماري الجديد لأوروبا تجاه الصحة العالمية، الذي حسب رأيه يقسم العالم إلى أغنياء ومحميين، يعيشون، وآخرين فقراء، غير محميين ومعرضين لخطر الموت.

 

من بين 4.7 مليار جرعة لقاح تم توزيعها على مستوى العالم، ذهب أكثر من 80% إلى أغنى دول مجموعة العشرين. والفجوة بينهم وبين الفقراء واسعة الآن لدرجة أنه في حين أن البلدان ذات الغربية قد أعطت ما يقرب من 100 جرعة لكل 100 مواطن، فإن البلدان منخفضة الدخل أعطت 1.5 جرعة فقط لكل 100.

وحتى الآن، تم إعطاء 496 مليون جرعة لقاح في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 440 مليون شخص. في المقابل تم إعطاء 77.3 مليون جرعة فقط عبر أفريقيا، التي يبلغ سكانها 1.3 مليار شخص أي 3 أضعاف سكان أوروبا.

وهكذا، في حين أن 50% من السكان البالغين في أوروبا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد تم تطعيمهم بالكامل الآن، فإن الرقم في إفريقيا هو 1.8%، وهو أقل بكثير من الهند، التي لقحت 8% فقط من سكانها.

ونظراً لبطء تسليم اللقاحات، تتوقع منظمة الصحة العالمية الآن أن 47 من أصل 54 دولة في أفريقيا لن تتمكن من تحقيق هدف سبتمبر المتواضع جداً والمتمثل في تطعيم 10% من مواطنيها. وفي بلدان مثل بوروندي، لم يتم إعطاء لقاح واحد حتى الآن.

«لقاح الفصل العنصري»

بالمعدلات الحالية، لا أمل في أن تحقق أفريقيا مستويات التطعيم في الغرب هذا العام أو العام المقبل حتى. وليس من المستغرب أن يتحدث القادة الأفارقة عن «لقاح الفصل العنصري»، بحسب السياسي البريطاني.

فبينما تستعد الحكومات في جميع أنحاء الغرب لإعطاء لقاحات معززة، فإن الملايين من الممرضات والعاملين الصحيين في أفريقيا، يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين، ولن يكونوا محميين تماماً. وكذلك الحال بالنسبة للسكان المسنين الضعفاء في أفريقيا.

وبحسب الغارديان فإن صندوق اقتناء اللقاحات الأفريقي (AVAT)، أصيب بخيبة أمل لفشل الغرب في الوفاء بوعوده بتقديم تمويل لـ700 مليون لقاح لأفريقيا بحلول نهاية العام، وتمكنت مبادرة «كوفاكس» المعنية بتوفير اللقاحات للدول الفقيرة، من تأمين 60 مليون جرعة فقط حتى الآن.

وتفاوض الصندوق مع شركة جونسون آند جونسون للحصول على 400 مليون جرعة لقاح. ولم تتم الصفقة إلا بعد أن تدخل رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وهدد بحظر جميع صادرات اللقاحات من جنوب أفريقيا، ووافقت أوروبا على بقاء جميع اللقاحات المستقبلية التي تنتجها الشركة في أفريقيا لأفريقيا اعتباراً من أكتوبر.

عن خديجة السالم

شاهد أيضاً

يوماً عظيماً للبشرية”.. رئيس شركة فايزر يعلن عن أول علاج ضد كورونا

تمكنت  شركة “فايزر” الأمريكية من تطوير حبة دواء تجريبية مُصممة لمكافحة فيروس كورونا. ووصف الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *